مصطفى اتاتورك لعنة الله علية وعلى امثالة

ﻣﺻطﻔﻰ أﺗﺎﺗورك..ﻟﻌﻧﺔ ﷲ ﻋﻠﯾه

ھو طﺎﻏﯾﺔ اﻟﻌﺻر، وإﻣﺎم اﻟﻌﻠﻣﺎﻧﯾﯾن، وﻗدوة اﻟﻌﻣﻼء واﻟﺧﺎﺋﻧﯾن، ﺻﺎر ﻣﺛﺎﻻً ﻟﻛل ﻛﺎره

وﻣﺑﻐض ﻟدﯾن اﻹﺳﻼم، وﻧﻣوذًﺟﺎ ﯾﺣﺗذى ﺑﮫ ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ إﺧﺗراق اﻟﺻف اﻟﻣﺳﻠم واﻟﺗﻐﻠﻐل

ﺑداﺧﻠﺔ ﻣن أﺟل ﺗﻔرﯾﻘﮫ وﺗﻣزﯾﻘﮫ، وﺑﺎﻟﺟﻣﻠﺔ ﻓﮭو أﺷر ﺧﻠق ﷲ ﻓﻲ ﻋﺻره، وﻻ ﯾﻌﻠم

أﺣد ﻛﺎن ﻧﻛﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻣﺔ اﻹﺳﻼم ﻣﺛﻠﻣﺎ ﻛﺎن ھذا اﻟﻣﺟرم اﻟﻠﻌﯾن، وﻟﻛن ھذا ﻻ ﯾﻧﻔﻲ أن

اﻟﺟو اﻟﻣﺣﯾط ﺑﺄﻣﺔ اﻹﺳﻼم ھو اﻟذي أﺳﮭم وﺑﺷدة ﻓﻲ ظﮭور ﻣﺛل ھذا اﻟﺷﯾطﺎن اﻟرﺟﯾم،

اﻟذي أﺳﻘط اﻟﺧﻼﻓﺔ وأﺻﺑﺢ ﻣﺛل اﻟﺻﻧم ﯾطوف ﺣوﻟﮫ ﻛل ﻛﺎره وﻣﺑﻐض ﻟﻠدﯾن، إﻧﮫ

ﻣﺻطﻔﻰ ﻛﻣﺎل اﻟﻣﻠﻘب ﺑـ أﺗﺎﺗورك أي: أﺑو اﻷﺗراك.

ُوﻟد ﻣﺻطﻔﻰ ﻛﻣﺎل أﺗﺎﺗورك ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﺳﻼﻧﯾك «ﺿﻣت ﻟﻠﯾوﻧﺎن اﻵن» ﻋﺎم 1298ھـ -

1881م، ﻣن ﺳﻔﺎح، وﺗﺳﻣﻰ أﻣﮫ زﺑﯾدة، وﻗد ﻧﺳﺑت ﻣﺻطﻔﻰ ﻷﺣد ﻣوظﻔﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ

ﺳﻼﻧﯾك واﺳﻣﮫ "ﻋﻠﻲ رﺿﺎ"، وﯾﻧﺗﻣﻲ ﻣﺻطﻔﻰ ﻛﻣﺎل ﻷﺻول ﺻرﺑﯾﺔ، وأﺟداده ﻣن

طﺎﺋﻔﺔ ﯾﮭود اﻟدوﻧﻣﺔ [1]، وھم طﺎﺋﻔﺔ ﻣن اﻟﯾﮭود أظﮭروا اﻹﺳﻼم وأﺑطﻧوا اﻟﯾﮭودﯾﺔ ﻣن

ﻋﺎﻟﻢ اﻟ أﺟل اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﺳﻘﺎط اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ، وإﻓﺳﺎد ﻋﻘﺎﺋد اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن. اﻧﺗﻘل ﻣﺻطﻔﻰ ﻛﻣﺎل

أﺗﺎﺗورك ﻣن ﺳﻼﻧﯾك إﻟﻰ إﺳﺗﺎﻧﺑول ﺳﻧﺔ 1318ھـ ﻟﻼﻟﺗﺣﺎق ﺑﺎﻟﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣرﺑﯾﺔ، وﺗﺧرج

ﻓﯾﮭﺎ ﺳﻧﺔ 1322ھـ ﺑرﺗﺑﺔ راﺋد، وﻋﯾن ﻓﻲ ﻟواء اﻟﻔرﺳﺎن اﻟﺛﻼﺛﯾن اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﺟﯾش اﻟﺧﺎﻣس

ﻓﻲ اﻟﺷﺎم، وھﻧﺎك ﺣﺎول ﺗﺄﺳﯾس ﺟﻣﻌﯾﺔ ﺳرﯾﺔ ﻣن اﻷﺗراك اﻟﻣﻧﻔﯾﯾن ﺑﺎﻟﺷﺎم، ﻟﯾﻧﺎﻓس ﺑﮭﺎ

ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻻﺗﺣﺎد واﻟﺗرﻗﻲ وﻟﻛﻧﮫ ﻓﺷل، وﻛﺎن رﺟﺎل اﻻﺗﺣﺎد واﻟﺗرﻗﻲ ﺧﺎﺻﺔ أﻧور ﺑﺎﺷﺎ

ﯾﻛرھوﻧﮫ ﺑﺷدة ﺑﺳﺑب اﻧﺣﻼﻟﮫ وﻓﺟوره. أﺧذ ﻣﺻطﻔﻰ ﻛﻣﺎل أﺗﺎﺗورك ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن

أي وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻼﺷﺗﮭﺎر ﺣﺗﻰ ﯾﻠﻣﻊ ﻧﺟﻣﮫ وﺳط رﺟﺎل اﻻﺗﺣﺎد واﻟﺗرﻗﻲ، ﻓﺎﻧﺿم ﻟﺟﯾش

ﻣﺣﻣود ﺷوﻛت اﻟذي ﺗوﺟﮫ ﻹﺳﺗﺎﻧﺑول ﻣن ﺳﻼﻧﯾك ﻟﯾﺧﻠﻊ اﻟﺳﻠطﺎن ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ

ﺳﻧﺔ 1327ھـ وذھب إﻟﻰ ﻟﯾﺑﯾﺎ ﻟﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻹﯾطﺎﻟﯾﯾن ﻛﻧوع ﻣن اﻟدﻋﺎﯾﺔ، وﻟﻛن ﻣﻊ أول

ﻣواﺟﮭﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺧط اﻟﻧﺎر ﻓر ﻣﺛل اﻟﻔﺄر اﻟﻣذﻋور، وﻛﺎﻧت ﺑداﯾﺔ ﺷﮭرة ﻣﺻطﻔﻰ

ﻛﻣﺎل اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺑﻌد اﻧﺗﮭﺎء اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ، ﺣﯾث ﻓﱠر ﻣﻌظم رﺟﺎل اﻻﺗﺣﺎد

واﻟﺗرﻗﻲ ﺑﺳﺑب ھزﯾﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ وﺿﯾﺎع ﻣﻌظم أﻣﻼﻛﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺣرب، وأﺻﺑﺢ

اﻟطرﯾق ﺧﺎﻟًﯾﺎ أﻣﺎم ﻣﺻطﻔﻰ ﻛﻣﺎل أﺗﺎﺗورك، وﻣن ﺣﺳن طﺎﻟﻌﮫ أﻧﮫ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ

وﺛﯾﻘﺔ ﺑﺎﻟﺧﻠﯾﻔﺔ اﻟﺟدﯾد "وﺣﯾد اﻟدﯾن" ﻗﺑل أن ﯾﻠﻲ اﻟﺧﻼﻓﺔ، ﻓرﻗﺎه ﻟرﺗﺑﺔ ﻣﻔﺗش ﻋﺎم

ﻟﻠﺟﯾوش وزوده ﺑﺻﻼﺣﯾﺎت واﺳﻌﺔ، وﻋﻧدھﺎ ﺑدأ اﻹﻧﺟﻠﯾز ﻓﻲ اﻻﺗﺻﺎل ﺑﮫ واﻟﺗﻧﺳﯾق

ﻣﻌﮫ ﻟﻠﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﺳﻘﺎط اﻟﺧﻼﻓﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ، وﺑﺎﻷﺳﻠوب اﻹﻧﺟﻠﯾزي اﻟﻣﻌروف ﺑدأت

ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻠﻣﯾﻊ ﻣﺻطﻔﻰ ﻛﻣﺎل أﺗﺎﺗورك وإظﮭﺎره ﺑﺻورة اﻟﺑطل اﻟﻘوﻣﻲ وأﻧﮫ أﺷد اﻟرﺟﺎل

ﺧطورة ﻋﻠﻰ أوروﺑﺎ واﻹﻧﺟﻠﯾز، واﻷﺳد اﻟﺛﺎﺋر اﻟذي ﯾﻘﻠق ﻣﺿﺎﺟﻊ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر، وإﻣﻌﺎًﻧﺎ

ﻓﻲ اﻟﺗﺿﻠﯾل أﺧذ ﻣﺻطﻔﻰ ﻛﻣﺎل أﺗﺎﺗورك ﻓﻲ اﻟظﮭور ﺑﺎﻟﻣظﮭر اﻹﺳﻼﻣﻲ وإﻟﻘﺎء

اﻟﺧطب ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺎت اﻟدﯾﻧﯾﺔ وﯾداﻓﻊ ﻋن اﻟﺧﻼﻓﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣوطن، ﻣﻊ أﻧﮫ ﻏﺎرق ﻷذﻧﯾﮫ

ﻓﻲ اﻟزﻧﺎ واﻟﻔواﺣش واﻟﺧﻣر. وﺑﻌد أن اﻧﺗﺻر اﻷﺗراك ﻋﻠﻰ اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﯾن ﻓﻲ ﻣﻌرﻛﺔ

ﺳﻘﺎرﯾﺎ ﺳﻧﺔ 1345ھـ، أﺻﺑﺢ ﻣﺻطﻔﻰ ﻛﻣﺎل أﺗﺎﺗورك ﺑطل اﻷﻣﺔ اﻟﻘوﻣﻲ، واﻟﻣﺗﺣﻛم

اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد، وأﻧﺻﺎره ﯾﺳﯾطرون ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب واﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ، وﺑﻌد

ﺳﻠﺳﻠﺔ طوﯾﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﻧﺎورات وﺑﻣﺳﺎﻋدة ﻗوﯾﺔ ﻣن اﻹﻧﺟﻠﯾز ﺗﺧﻠص ﻣﺻطﻔﻰ ﻛﻣﺎل

أﺗﺎﺗورك ﻣن ﺟﻣﯾﻊ ﻣﻌﺎرﺿﯾﮫ، وﺷوه ﺻورة اﻟﺧﻠﯾﻔﺔ وﺣﯾد اﻟدﯾن ﻋﻧدﻣﺎ أظﮭر ﻟﻠﻧﺎس

ﺑﻧود ﻣﻌﺎھدة ﺳﯾﻔر اﻟﺗﻲ أُﺟﺑر وﺣﯾد اﻟدﯾن ﻋﻠﻰ ﺗوﻗﯾﻌﮭﺎ ﺗﺣت اﻟﺗﮭدﯾد اﻹﻧﺟﻠﯾزي ﺑﺎﺣﺗﻼل

إﺳﺗﺎﻧﺑول، واﺿطر وﺣﯾد اﻟدﯾن ﻟﻼﺳﺗﻘﺎﻟﺔ، وﺣل ﻣﻛﺎﻧﮫ ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ واﻟذي ﻟم

ﯾﻣﻛث ﺳوى ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم وأﻋﻠن ﻣﺻطﻔﻰ ﻛﻣﺎل أﺗﺎﺗورك ﺑﻌدھﺎ وﻓﻲ 27 رﺟب1341ھـ

إﻟﻐﺎء اﻟﺧﻼﻓﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ وﻗﯾﺎم اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺗرﻛﯾﺔ. ﺗوﻟﻰ ﻣﺻطﻔﻰ ﻛﻣﺎل رﯾﺎﺳﺔ

اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺗرﻛﯾﺔ وﺗﻠﻘب ﺑـ أﺗﺎﺗورك، وﺑدأ ﯾوﻓﻲ ﻷﺳﯾﺎده اﻹﻧﺟﻠﯾز وأﺳﺗﺎذه اﻟﺧﻔﻲ

اﻟذي ﻻ ﯾﻌرﻓﮫ ﻣﻌظم اﻟﻧﺎس أﻻ وھو اﻟﺣﺎﺧﺎم ﻧﻌوم ﻛﺑﯾر ﺣﺎﺧﺎﻣﻲ ﺗرﻛﯾﺎ ﻣﻧﻔذ اﻟﺧطﺔ

اﻟﯾﮭودﯾﺔ ﻟﮭدم اﻟﺧﻼﻓﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ. ﻛﻣﺎ ﻋﻣل ﻋﻠﻰ ھدم اﻹﺳﻼم ﺑﻛل ﻗوة ﻓﻲ ﺗرﻛﯾﺎ، وﺑدأت

ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺑﺷﻌﺔ ﻟﺳﻠﺦ اﻷﺗراك ﻣن ھوﯾﺗﮭم اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺑﺈﺷراف ﻛﺎﻣل ﻣن اﻹﻧﺟﻠﯾز، ﻓﺄﻟﻐﻰ

وزارة اﻷوﻗﺎف واﻟﻣدارس اﻟدﯾﻧﯾﺔ وﺣول اﻟﺟواﻣﻊ إﻟﻰ ﻣﺗﺎﺣف وﻣﻧﻊ رﺣﻼت اﻟﺣﺞ

واﻟﻌﻣرة، وأﻟﻐﻰ اﻟﺣﺟﺎب واﻟﺣروف اﻟﻌرﺑﯾﺔ، وأﻟزم اﻷﺗراك ﺑﺎﻟﺗﻌﺑد ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﺗرﻛﯾﺔ،

وﻧﻘل اﻹﺟﺎزة اﻷﺳﺑوﻋﯾﺔ ﻟﯾوم اﻷﺣد ﻣﺛل اﻟﻧﺻﺎرى، وأﻟزم اﻟﻧﺎس ﻟﺑس اﻟﻘﺑﻌﺔ

اﻟﻔرﻧﺟﯾﺔ[2]، وأﻟﻐﻰ اﻷﻋﯾﺎد واﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺎت اﻟدﯾﻧﯾﺔ، وﺑﺎع أذرﺑﯾﺟﺎن ﻟﻠروس، وﻗﺿﻰ ﻋﻠﻰ

اﻟﺣرﯾﺎت واﻟﻣﻌﺎرﺿﯾن ﻟﺳﯾﺎﺳﺎﺗﮫ وﺟﻌل وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ﻻ ﺗﺗﺣدث إﻻ ﻋن ﺑطوﻻﺗﮫ

وﻓﺗوﺣﺎﺗﮫ وأﺧﺑﺎره وﻛﻠﮭﺎ ﻣﻛذوﺑﺔ. وﻟم ﯾﻛﺗِف أﺗﺎﺗورك ﺑذﻟك ﺑل أﻟﻐﻰ اﻟﺣروف اﻟﻌرﺑﯾﺔ

واﺳﺗﻌﻣل اﻷﺣرف اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ وأﻋﻠن اﻟﻌﻠﻣﺎﻧﯾﺔ دﯾًﻧﺎ ﺟدﯾًدا ﻟﻠﺑﻼد , وﻛﺎن ﯾﺧطب ﻓﻲ اﻟﻧﺎس

ﻗﺎﺋﻼً: ﻟﻘد اﻧﺗﮭﻰ اﻟﻌﮭد اﻟذي ﻛﺎن اﻟﺷﻌب ﻓﯾﮫ ﯾﺧدع ﺑﻛﻠﻣﺎت ھﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟطﺑﻘﺎت اﻟدﻧﯾﺎ

أﻣﺛﺎل: ﻛرﺑﻼء, ﺣﻔﯾد اﻟرﺳول, اﻹﯾﻣﺎن, اﻟﻘدس. أﺧﻼق أﺗﺎﺗورك: ﻛﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ﻣن ﻗﺑل إن

أﺗﺎﺗورك ﻛﺎن وﻟد زﻧﺎ ووﻟد اﻟزﻧﺎ ﺷر اﻟﺛﻼﺛﺔ إذا ﻓﻌل ﻓﻌﻠﺔ أﺑوﯾﮫ ﻛﻣﺎ ورد ذﻟك ﻓﻲ اﻷﺛر

ﻓﻠﻘد ﻛﺎن أﺗﺎﺗورك ﻓﺎﺳًﻘﺎ ﻣﺎﺟًﻧﺎ ﺷروًﺑﺎ ﻟﻠﺧﻣر ﻻ ﯾﻛﺎد ﯾﻔﯾق ﻣن ﺷرﺑﮫ.

واﺷﺗﮭر أﺗﺎﺗورك ﺑرﻛوب اﻟﻔواﺣش وﻛﺎن ﻣﺟﺎھًرا ﺑﮭﺎ، ﻛﻣﺎ اﺷﺗﮭر ﺑﺷذوذه ﻣﻊ رﻏم أﻧﮫ

ُﻋِدم اﻟرﺟوﻟﺔ[3]. أﻣﺎ ﻋن ﻋﺷﯾﻘﺎﺗﮫ ﻓﺣدث وﻻ ﺣرج ﻓﻘد ﻛﺎن ﯾﺳﺗﻣﻌل وزﯾر ﺧﺎرﺟﯾﺗﮫ

ﺗوﻓﯾق رﺷدي ﺳﻣﺳﺎًرا ﻟﺷﮭواﺗﮫ، وﻛﺎن ﻋﻧده ﺛﻼﺛون ﻓﺗﺎة أطﻠق ﻋﻠﯾﮭن ﺑﻧﺎﺗﮫ ﺑﺎﻟﺗﺑﻧﻲ

وأوﺻﻰ ﻟﮭن ﺑﻣﻘﺎدﯾر ﺛﺎﺑﺗﺔ طﯾﻠﺔ ﺣﯾﺎﺗﮭن وﻛن ﯾﻘﻣن ﺑﺎﻟرﻗص ﻓﻲ ﺣﻔﻼﺗﮫ وھن ﺷﺑﮫ

ﻋﺎرﯾﺎت, وﺑﻠﻎ ﺑﮫ اﻟﺷذوذ أﻧﮫ ﻛﺎن ﯾﻠﺑس اﻟﺧدم ﻓﻲ ﻗﺻره ﻣﻼﺑس اﻟﻧﺳﺎء وﯾرﻗص ﻣﻌﮭم

وھو ﻣﺧﻣور. ﻛﺎن أﺗﺎﺗورك ﻣن أﻛﺛر اﻟﻧﺎس ﺟﺑًﻧﺎ وھﻠًﻌﺎ، وﺣًﻘﺎ ﻣن ﺧﺎف ﷲ أﺧﺎف ﻣﻧﮫ

ﻛل ﺷﺊ، وﻣن ﻟم ﯾﺧف ﷲ أﺧﺎﻓﮫ ﷲ ﻣن ﻛل ﺷﺊ. ﻛﺎن أﺗﺎﺗورك ﻣن أﺷد اﻟﻧﺎس ﻋداوة

ﻟرﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم، ﻓﻘد ﻛﺎن ﻓﻲ ﻓﻧدق ﺑﺎرك، وﻛﻧﺎ اﻟﻣؤذن ﯾؤذن ﻓﻲ

اﻟﻣﺳﺟد اﻟﺻﻐﯾر اﻟﻛﺎﺋن أﻣﺎم اﻟﻔﻧدق ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﺈذا ﺑـ أﺗﺎﺗورك ﯾﻠﺗﻔت ﻟﻣن ﺣوﻟﮫ ﻗﺎﺋﻼًَ◌:

"ﻣن ﻗﺎل ﺑﺄﻧﻧﺎ ﻣﺷﮭورون, وﻣﺎ ﺷﮭرﺗﻧﺎ ﻧﺣن؟ اﻧظروا إﻟﻰ ھذا اﻟرﺟل، -ﯾﻌﻧﻰ: اﻟﻧﺑﻲ

ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم- ﻛﯾف أن اﺳﻣﮫ ﯾﺗﻛرر ﻓﻲ ﻛل ﻟﺣظﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم" ﺛم

أﻣر ﺑﮭدم اﻟﻣﻧﺎرة. أﺗﺎﺗورك وﺧﺎﺗﻣﺔ اﻟﺳوء : ﻛﺎن أﺗﺎﺗورك ﺷدﯾد اﻟﺧوف ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮫ؛

ﻟذﻟك ﻓﻘد أﺣﺎط ﻧﻔﺳﮫ ﺑﻛﺑﺎر اﻷطﺑﺎء، وﻣﻊ ذﻟك ﻟم ﯾﻛﺗﺷﻔوا أﻧﮫ ﻛﺎن ﻣرﯾًﺿﺎ ﺑﺎﻟﻛﺑد ﺣﺗﻰ

وﺻل ﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻠﯾف اﻟذي أﺻﺎﺑﮫ ﺑﺎﻻﺳﺗﺳﻘﺎء، واﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺳﺣب اﻟﻣﺎء ﻣن ﺑطﻧﮫ

ﺑﺎﻹﺑر ﺛم أﺻﺎﺑﮫ ﷲ ﺑﻣرض اﻟزھري ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺷذوذه وﻓﺣﺷﮫ. وﻓﻲ ﻣرض ﻣوﺗﮫ اﺑﺗﻼه

ﷲ ﺑﺣﺷرات ﺻﻐﯾرة ﺣﻣراء ﻻ ﺗُرى ﺑﺎﻟﻌﯾن ﺳﺑﺑت ﻟﮫ اﻟﺣﻛﺔ واﻟﮭرش ﺣﺗﻰ أﻣﺎم زواره

ﻣن اﻟﺳﻔراء واﻟﻛﺑراء ﺣﺗﻰ ظﮭرت ﻋﻠﻰ وﺟﮭﮫ وﯾﻛﺗﺷف أن اﻟﺳﺑب وراء ذﻟك ﻧوع ﻣن

اﻟﻧﻣل اﻷﺣﻣر اﻟذي ﻻ ﯾوﺟد إﻻ ﻓﻲ اﻟﺻﯾن !! ﺳﺑﺣﺎن ﷲ -ﻣن اﻟﺻﯾن إﻟﻰ ﺗرﻛﯾﺎ- ﻟﯾذل

ﷲ ﻋز وﺟل ﺑﮫ ھذا اﻟﻣﺟرم اﻟﮭﺎﻟك، {َوَﻣﺎَﯾْﻌﻠَمُُﺟﻧُوَدَرﱢﺑَك إِﱠﻻُھَو}[اﻟﻣدﺛر:31] وﯾظل

ﻋﻠﻰ ﻋذاﺑﮫ ﻣن ﺳﻧﺔ 1356ھـ ﺣﺗﻰ ﺳﻧﺔ 1358ھـ ﺣﯾث ﯾﮭﻠك وﯾرﺣل إﻟﻰ ﻣزﺑﻠﺔ

اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻓﻲ 16 ﺷﻌﺑﺎن 1358ھـ. وﺑﻌد ﻣوﺗﮫ أﺧﺗﻠف اﻟﻧﺎس ﻓﻲ اﻟﺻﻼة ﻋﻠﯾﮫ ﻓرأى

رﺋﯾس اﻟوزراء ﻋدم اﻟﺻﻼة ﻋﻠﯾﮫ وﯾﺻﻣم رﺋﯾس اﻟﺟﯾش ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻼة ﻋﻠﯾﮫ، ﻓﯾﺻﻠﻲ

ﻋﻠﯾﮫ ﺷرف اﻟدﯾن أﻓﻧدي ﻣدﯾر اﻷوﻗﺎف اﻟذي ﻛﺎن أﺧﺑث وأﺳوء ﻣن أﺗﺎﺗورك ﻧﻔﺳﮫ.

وإذا ﻛﺎن اﻟﻐراب دﻟﯾل ﻗوم .. ﻓﻼ ﻓﻠﺣوا وﻻ ﻓﻠﺢ اﻟﻐراب

واﻟﻌﺟﯾب أن ﻣﺻطﻔﻰ ﻛﻣﺎل أﺗﺎﺗورك ﻗد رﺷﺢ ﺳﻔﯾر إﻧﺟﻠﺗرا ﺑﺗرﻛﯾﺎ ﻟﯾﺧﻠﻔﮫ ﻓﻲ ﺣﻛم

ﺗرﻛﯾﺎ ﺑﻌد وﻓﺎﺗﮫ ﻟﯾﺛﺑت ﻷﺳﯾﺎده اﻹﻧﺟﻠﯾز ﻣدى وﻓﺎﺋﮫ وﺛﺑﺎﺗﮫ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺣﺗﻰ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ. -----

--------- [1] ﯾﮭود اﻟدوﻧﻣﺔ ھم اﻟﯾﮭود اﻟذﯾن ﺧرﺟوا ﻣن اﻷﻧدﻟس ﻋﻧد ﺳﻘوطﮭﺎ ﻓﻲ ﯾد

اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﯾن اﻟذﯾن اﺿطﮭدوا اﻟﯾﮭود ﻓﺧرﺟوا ﻣﻧﮭﺎ ھﺎﺋﻣﯾن ﻋﻠﻰ وﺟوھﮭم وﻟﻔظﺗﮭم ﻛل

اﻟﺑﻼد ﻟﺳﻣﻌﺗم اﻟﺷﮭﯾرة ﻓﻲ اﻟﺷر واﻟﻔﺳﺎد ﺣﺗﻰ ﺗوﺳطت ﻟﮭم اﻷﻓﻌﻰ روﻛﺳﻼن اﻟﯾﮭودﯾﺔ

زوﺟﺔ اﻟﺧﻠﯾﻔﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓواﻓق ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺿﺎﻓﺗﮭم ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن،

وﻛﺎن ﻟﮭم اﻟدور اﻷﻛﺑر ﻓﻲ ﺧﻠﻊ اﻟﺳﻠطﺎن ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد وإﺳﻘﺎط اﻟﺧﻼﻓﺔ. [2] اﻟﻘﺑﻌﺔ ھﻲ

اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻋﻧد اﻟﻧﺻﺎرى ﺑﻌد اﻟﺻﻠﯾب واﻟزﻧﺎر وﻛﺎﻧت ﻋﻼﻣﺔ دﯾﻧﯾﺔ وﺿﻌت ﻣن

ﻗﺑل اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﯾن أﺛﻧﺎء اﻟﺣروب اﻟﺻﻠﯾﺑﯾﺔ ﺛم أﺻﺑﺣت ﺑﻌدھﺎ ﻗوﻣﯾﺔ وﻗد اﻋﺗﺑرت اﻟﻘﺑﻌﺔ

ﻛﻌﻼﻣﺔ ﻟﻠﻛﻔر ﻛﻣﺎ ﻗﺎل اﻟﻧووي رﺣﻣﮫ ﷲ. [3] ﺟﺎء ذﻟك ﻋﻠﻰ ﻟﺳﺎن زوﺟﺗﮫ ﻟطﯾﻔﺔ ھﺎﻧم

اﻟﺗﻲ ﻓﺿﺣﺗﮫ وﻛﺷف ﻛﺛﯾًرا ﻣن ﺷذوذه وﻣﺣﺎوﻻﺗﮫ اﻟﻣﺗﻛررة ﻟﻼﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺎرﻣﮫ،

ﺣﺗﻰ إﻧﮫ ﺣﺎول ﻣرة اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﺷﻘﯾﻘﺔ زوﺟﺗﮫ اﻟﺻﻐرى وﻟﻣﺎ ھرﺑت ﻣﻧﮫ ﻛﺎد أن

ﯾﻘﺗﻠﮭﺎ ھﻲ وزوﺟﺗﮫ ﻟطﯾﻔﺔ